کد مطلب:90528 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:130

خطبة له علیه السلام (41)-فی أمر البیعة و ذلک لمّا تخلّف عنها















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ أَوَّلِ مَحْمُودٍ، وَ آخِرِ مَعْبُودٍ، وَ أَقْرَبِ مَوْجُودٍ.

[صفحه 409]

اَلْكَائِنِ قَبْلَ الْكَوْنِ بِلاَ كِیَانٍ، وَ الْمَوْجُودِ فی كُلِّ مَكَانٍ بِغَیْرِ عَیَانٍ، وَ الْقَریبِ مِنْ كُلِّ نَجْوی بِغَیْرِ تَدَانٍ.

عَلَنَتْ عِنْدَهُ الْغُیُوبُ، وَ ضَلَّتْ فی عَظَمَتِهِ الْقُلُوبُ، فَلاَ الأَبْصَارُ تُدْرِكُ عَظَمَتَهُ، وَ لاَ الْقُلُوبُ عَلَی احْتِجَابِهِ تُنْكِرُ مَعْرِفَتَهُ.

تَمَثَّلَ فِی الْقُلُوبِ بِغَیْرِ مِثَالٍ تَحُدُّهُ الأَوْهَامُ، أَوْ تُدْرِكُهُ الأَحْلاَمُ.

لاَ یَضُرُّهُ بِالْمَعْصِیَةِ الْمُتَكَبِّرُونَ، وَ لاَ یَنْفَعُهُ بِالطَّاعَةِ الْمُتَعَبِّدُونَ، وَ لَمْ یَخْلُ مِنْ فَضْلِهِ الْمُقیمُونَ عَلی مَعْصِیَتِهِ، وَ لَمْ یُجَازِ أَصْغَرَ نِعَمِهِ الْمُجْتَهِدُونَ فِی طَاعَتِهِ.

اَلدَّائِمُ الَّذی لاَ یَزُولُ، وَ الْعَدْلُ الَّذی لاَ یَجُورُ.

خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُفْنیهِ، وَ مُعیدُهُ وَ مُبْدیهِ، وَ مُعَافیهِ وَ مُبْتَلیهِ.

عَالِمُ مَا أَكَنَّتْهُ السَّرَائِرُ وَ أَخْفَتْهُ الضَّمَائِرُ.

اَلدَّائِمُ فی سُلْطَانِهِ بِغَیْرِ أَمَدٍ، وَ الْبَاقی فی مُلْكِهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الأَبَدِ.

أَحْمَدُهُ حَمْداً أَسْتَزیدُهُ فی نِعْمَتِهِ، وَ أَسْتَجیرُهُ مِنْ نِقْمَتِهِ، وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْهِ بِالتَّصْدیقِ لِنَبِیِّهِ الْمُصْطَفی لِوَحْیِهِ، الْمُتَخَیَّرِ لِرِسَالَتِهِ، الْمُخْتَصِّ بِشَفَاعَتِهِ، الْقَائِمِ بِحَقِّهِ، مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلی أَصْحَابِهِ وَ عَلَی النَّبِیّینَ وَ الْمُرْسَلینَ وَ سَلَّمَ تَسْلیماً كَثیراً[1].

أُوصیكُمْ، [عِبَادَ اللَّهِ، ] بِتَقْوَی اللَّهِ الَّذی أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ، وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ.

رَهَّبَ فَأَبْلَغَ، وَ رَغَّبَ فَأَسْبَغَ، وَ وَصَفَ لَكُمُ الدُّنْیَا وَ انْقِطَاعَهَا، وَ زَوَالَهَا وَ انْتِقَالَهَا، فَأَعْرِضُوا عَمَّا یُعْجِبُكُمْ فیهَا، لِقِلَّةِ مَا یَصْحَبُكُمْ مِنْهَا.

وَ حَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّاً، وَ نَفَثَ فِی الآذَانِ نَجِیّاً، فَأَضَلَّ وَ أَرْدی، وَ وَعَدَ فَمَنَّی،

وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ، وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ، حَتَّی إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرینَتَهُ، وَ اسْتَغْلَقَ رَهینَتَهُ، أَنْكَرَ مَا زَیَّنَ، وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ، وَ حَذَّرَ مَا أَمَّنَ.

وَ أَحُثُّكُمْ عَلی طَاعَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهَا كَهْفُ الْعَابِدینَ، وَ فَوْزُ الْفَائِزینَ، وَ أَمَانُ الْمُتَّقینَ[2].

[ أَیْهَا النَّاسُ، ] إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ[3] وَضَعَ الثَّوَابَ عَلی طَاعَتِهِ، وَ الْعِقَابَ عَلی

[صفحه 410]

مَعْصِیَتِهِ، ذِیَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَ حِیَاشَةً لَهُمْ إِلی جَنَّتِهِ.

[ لَقَدْ ] فَرَضَ اللَّهُ تَعَالی[4] الإیمَانَ تَطْهیراً مِنَ الشِّرْكِ، وَ الصَّلاَةَ تَنْزیهاً عَنِ الْكِبْرِ[5]،

وَ الزَّكَاةَ تَسْبیباً لِلرِّزْقِ، وَ الصِّیَامَ ابْتِلاَءً لإِخْلاَصِ الْخَلْقِ، وَ الْحَجَّ تَقْرِبَةً[6] لِلدّینِ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلاَمِ، وَ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَوَامِّ، وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ[7] مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَ إِقَامَةَ الْحُدُودِ إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ، وَ تَرْكَ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصیناً لِلْعَقْلِ، وَ مُجَانَبَةَ السَّرِقَةِ إیجَاباً لِلْعِفَّةِ، وَ تَرْكَ[8] الزِّنَا تَحْصیناً لِلنَّسَبِ، وَ تَرْكَ اللِّوَاطِ تَكْثیراً لِلنَّسْلِ، وَ الشَّهَادَاتِ اسْتِظْهَاراً عَلَی الْمُجَاحَدَاتِ[9]، وَ تَرْكَ الْكَذِبِ تَشْریفاً لِلصِّدْقِ، وَ السَّلاَمَ أَمَاناً مِنَ الْمَخَاوِفِ، وَ الإِمَامَةَ نِظَاماً لِلأُمَّةِ، وَ الطَّاعَةَ تَعْظیماً لِلإِمَامَةِ.

أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ بَایَعْتُمُونی عَلی مَا بُویِعَ عَلَیْهِ مَنْ كَانَ قَبْلی.

وَ إِنَّمَا الْخِیَارُ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ یُبَایِعُوا، فَإِذَا بَایَعُوا فَلاَ خِیَارَ لَهُمْ.

وَ إِنَّ عَلَی الإِمَامِ الاِسْتِقَامَةُ، وَ عَلَی الرَّعِیَّةِ التَّسْلیمُ.

وَ هذِهِ بَیْعَةٌ عَامَّةٌ مَنْ رَغِبَ عَنْهَا رَغِبَ عَنْ دینِ الإِسْلاَمِ، وَ اتَّبَعَ غَیْرَ سَبیلِ أَهْلِهِ.

وَ[10] لَمْ تَكُنْ بَیْعَتُكُمْ إِیَّایَ فَلْتَةً، وَ لَیْسَ أَمْری وَ أَمْرُكُمْ وَاحِداً، إِنّی أُریدُكُمْ للَّهِ، وَ أَنْتُمْ تُریدُونَنی لأَنْفُسِكُمْ.

أَیُّهَا النَّاسُ، أَعینُونی عَلی أَنْفُسِكُمْ.

وَ أَیْمُ اللَّهِ، لأَنْصَحَنَّ لِلْخَصْمِ[11]، وَ لأَنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ، وَ لأَقُودَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتَّی أُورِدَهُ مَنْهَلَ الْحَقِّ وَ إِنْ كَانَ كَارِهاً.

[صفحه 411]

وَ قَدْ بَلَغَنی عَنْ سَعْدٍ، وَ ابْنِ مُسْلِمَةٍ، وَ أُسَامَةَ، وَ عَبْدِ اللَّهِ، وَ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، أُمُورٌ كَرِهْتُهَا، وَ الْحَقُّ بَیْنی وَ بَیْنَهُمْ[12].


صفحه 409، 410، 411.








    1. ورد فی مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 44. و نهج البلاغة الثانی للحائری ص 48.
    2. ورد فی
    3. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 225.
    4. ورد فی مناقب آل أبی طالب لابن شهر اشوب ج 2 ص 420.
    5. الكفر. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 470.
    6. تقویة. ورد فی المصدر السابق. و نسخة الأسترابادی ص 569. و متن منهاج البراعة ج 21 ص 318. و هامش نسخة عبده ص 712. و نسخة العطاردی ص 451.
    7. الأرحام. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 470. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 406. و نسخة الأسترابادی ص 569.
    8. حرّم. ورد فی مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 4 ص 193 عن مطالب السؤول للشافعی.
    9. للمجاحدات. ورد فی هامش نسخة الأسترابادی ص 569.
    10. ورد فی منهاج البراعة ج 8 ص 333 و ج 16 ص 355. و الإرشاد ص 130. و نهج السعادة ج 1 ص 208.
    11. ورد فی المصادر السابقة. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 372.
    12. ورد فی الإرشاد ص 130. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 372. و منهاج البراعة ج 8 ص 333 و ج 16 ص 355. و نهج السعادة ج 1 ص 208.