کد مطلب:90528 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:130
[صفحه 409] اَلْكَائِنِ قَبْلَ الْكَوْنِ بِلاَ كِیَانٍ، وَ الْمَوْجُودِ فی كُلِّ مَكَانٍ بِغَیْرِ عَیَانٍ، وَ الْقَریبِ مِنْ كُلِّ نَجْوی بِغَیْرِ تَدَانٍ. عَلَنَتْ عِنْدَهُ الْغُیُوبُ، وَ ضَلَّتْ فی عَظَمَتِهِ الْقُلُوبُ، فَلاَ الأَبْصَارُ تُدْرِكُ عَظَمَتَهُ، وَ لاَ الْقُلُوبُ عَلَی احْتِجَابِهِ تُنْكِرُ مَعْرِفَتَهُ. تَمَثَّلَ فِی الْقُلُوبِ بِغَیْرِ مِثَالٍ تَحُدُّهُ الأَوْهَامُ، أَوْ تُدْرِكُهُ الأَحْلاَمُ. لاَ یَضُرُّهُ بِالْمَعْصِیَةِ الْمُتَكَبِّرُونَ، وَ لاَ یَنْفَعُهُ بِالطَّاعَةِ الْمُتَعَبِّدُونَ، وَ لَمْ یَخْلُ مِنْ فَضْلِهِ الْمُقیمُونَ عَلی مَعْصِیَتِهِ، وَ لَمْ یُجَازِ أَصْغَرَ نِعَمِهِ الْمُجْتَهِدُونَ فِی طَاعَتِهِ. اَلدَّائِمُ الَّذی لاَ یَزُولُ، وَ الْعَدْلُ الَّذی لاَ یَجُورُ. خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُفْنیهِ، وَ مُعیدُهُ وَ مُبْدیهِ، وَ مُعَافیهِ وَ مُبْتَلیهِ. عَالِمُ مَا أَكَنَّتْهُ السَّرَائِرُ وَ أَخْفَتْهُ الضَّمَائِرُ. اَلدَّائِمُ فی سُلْطَانِهِ بِغَیْرِ أَمَدٍ، وَ الْبَاقی فی مُلْكِهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الأَبَدِ. أَحْمَدُهُ حَمْداً أَسْتَزیدُهُ فی نِعْمَتِهِ، وَ أَسْتَجیرُهُ مِنْ نِقْمَتِهِ، وَ أَتَقَرَّبُ إِلَیْهِ بِالتَّصْدیقِ لِنَبِیِّهِ الْمُصْطَفی لِوَحْیِهِ، الْمُتَخَیَّرِ لِرِسَالَتِهِ، الْمُخْتَصِّ بِشَفَاعَتِهِ، الْقَائِمِ بِحَقِّهِ، مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلی أَصْحَابِهِ وَ عَلَی النَّبِیّینَ وَ الْمُرْسَلینَ وَ سَلَّمَ تَسْلیماً كَثیراً[1]. أُوصیكُمْ، [عِبَادَ اللَّهِ، ] بِتَقْوَی اللَّهِ الَّذی أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ، وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ. رَهَّبَ فَأَبْلَغَ، وَ رَغَّبَ فَأَسْبَغَ، وَ وَصَفَ لَكُمُ الدُّنْیَا وَ انْقِطَاعَهَا، وَ زَوَالَهَا وَ انْتِقَالَهَا، فَأَعْرِضُوا عَمَّا یُعْجِبُكُمْ فیهَا، لِقِلَّةِ مَا یَصْحَبُكُمْ مِنْهَا. وَ حَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّاً، وَ نَفَثَ فِی الآذَانِ نَجِیّاً، فَأَضَلَّ وَ أَرْدی، وَ وَعَدَ فَمَنَّی، وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ، وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ، حَتَّی إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرینَتَهُ، وَ اسْتَغْلَقَ رَهینَتَهُ، أَنْكَرَ مَا زَیَّنَ، وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ، وَ حَذَّرَ مَا أَمَّنَ. وَ أَحُثُّكُمْ عَلی طَاعَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهَا كَهْفُ الْعَابِدینَ، وَ فَوْزُ الْفَائِزینَ، وَ أَمَانُ الْمُتَّقینَ[2]. [ أَیْهَا النَّاسُ، ] إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ[3] وَضَعَ الثَّوَابَ عَلی طَاعَتِهِ، وَ الْعِقَابَ عَلی [صفحه 410] مَعْصِیَتِهِ، ذِیَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَ حِیَاشَةً لَهُمْ إِلی جَنَّتِهِ. [ لَقَدْ ] فَرَضَ اللَّهُ تَعَالی[4] الإیمَانَ تَطْهیراً مِنَ الشِّرْكِ، وَ الصَّلاَةَ تَنْزیهاً عَنِ الْكِبْرِ[5]، وَ الزَّكَاةَ تَسْبیباً لِلرِّزْقِ، وَ الصِّیَامَ ابْتِلاَءً لإِخْلاَصِ الْخَلْقِ، وَ الْحَجَّ تَقْرِبَةً[6] لِلدّینِ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلاَمِ، وَ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَوَامِّ، وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ[7] مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَ إِقَامَةَ الْحُدُودِ إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ، وَ تَرْكَ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصیناً لِلْعَقْلِ، وَ مُجَانَبَةَ السَّرِقَةِ إیجَاباً لِلْعِفَّةِ، وَ تَرْكَ[8] الزِّنَا تَحْصیناً لِلنَّسَبِ، وَ تَرْكَ اللِّوَاطِ تَكْثیراً لِلنَّسْلِ، وَ الشَّهَادَاتِ اسْتِظْهَاراً عَلَی الْمُجَاحَدَاتِ[9]، وَ تَرْكَ الْكَذِبِ تَشْریفاً لِلصِّدْقِ، وَ السَّلاَمَ أَمَاناً مِنَ الْمَخَاوِفِ، وَ الإِمَامَةَ نِظَاماً لِلأُمَّةِ، وَ الطَّاعَةَ تَعْظیماً لِلإِمَامَةِ. أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ بَایَعْتُمُونی عَلی مَا بُویِعَ عَلَیْهِ مَنْ كَانَ قَبْلی. وَ إِنَّمَا الْخِیَارُ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ یُبَایِعُوا، فَإِذَا بَایَعُوا فَلاَ خِیَارَ لَهُمْ. وَ إِنَّ عَلَی الإِمَامِ الاِسْتِقَامَةُ، وَ عَلَی الرَّعِیَّةِ التَّسْلیمُ. وَ هذِهِ بَیْعَةٌ عَامَّةٌ مَنْ رَغِبَ عَنْهَا رَغِبَ عَنْ دینِ الإِسْلاَمِ، وَ اتَّبَعَ غَیْرَ سَبیلِ أَهْلِهِ. وَ[10] لَمْ تَكُنْ بَیْعَتُكُمْ إِیَّایَ فَلْتَةً، وَ لَیْسَ أَمْری وَ أَمْرُكُمْ وَاحِداً، إِنّی أُریدُكُمْ للَّهِ، وَ أَنْتُمْ تُریدُونَنی لأَنْفُسِكُمْ. أَیُّهَا النَّاسُ، أَعینُونی عَلی أَنْفُسِكُمْ. وَ أَیْمُ اللَّهِ، لأَنْصَحَنَّ لِلْخَصْمِ[11]، وَ لأَنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ، وَ لأَقُودَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتَّی أُورِدَهُ مَنْهَلَ الْحَقِّ وَ إِنْ كَانَ كَارِهاً. [صفحه 411] وَ قَدْ بَلَغَنی عَنْ سَعْدٍ، وَ ابْنِ مُسْلِمَةٍ، وَ أُسَامَةَ، وَ عَبْدِ اللَّهِ، وَ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، أُمُورٌ كَرِهْتُهَا، وَ الْحَقُّ بَیْنی وَ بَیْنَهُمْ[12].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ أَوَّلِ مَحْمُودٍ، وَ آخِرِ مَعْبُودٍ، وَ أَقْرَبِ مَوْجُودٍ.
صفحه 409، 410، 411.